ضمن عملية التعليم الإلكتروني يمكن أن يكون استخدام مقاطع الفيديو أداة فعالة في مجموعة أدوات التدريس الخاصة بالمعلم , فعند دمج مقاطع الفيديو في الدرس ، يمكن أن يرفع ذلك من مستوى الفهم لدى الطلاب بشكل كبير , بالإضافة لعملية التفاعل والمشاركة .
من المهم أن يضع المعلم في حسبانه عدة خطوات للاستخدام الأمثل لمقاطع الفيديو وذلك لتحقيق أفضل النتائج المرجوة من الدرس .
سوف نذكر في هذا المقال أهم النصائح في ذلك والتي اقتبسناها من تجارب ودراسات لجامعات وأفراد تم نشرها خلال السنوات القليلة الماضية .
- الاختصار في مدة الفيديو قدر الإمكان : أبرز الدراسات أظهرت أن متوسط وقت التفاعل لمقاطع الفيديو التي تقل مدتها عن ستة دقائق كان قريبًا من 100٪ , أي أن الطلاب يميلون إلى مشاهدة الفيديو بالكامل إن كان قصيراً,
ومع إطالة المدة انخفض تفاعل الطلاب ، بحيث أظهرت الدراسة أن متوسط وقت التفاعل مع المقطع الذي طوله من 9 إلى 12 دقيقة كان 50٪ ,
ووقت التفاعل مع مقاطع الفيديو من 12 إلى 40 دقيقة كان 20٪ ,
يتبين لنا من هذا أن تقليل المدة تعني زيادة نسبة المشاهدة والتي ستنعكس على العملية التعليمية فيما بعد.
- حذف أي معلومات من الفيديو لا تساهم في الهدف التعليمي: على سبيل المثال ، الموسيقى أو الخلفيات المعقدة ذات الألوان الكثيرة أو الميزات الإضافية داخل الرسوم المتحركة , كل هذه الأشياء قد تولد التشتت عند المتعلم وتجعله يفكر فيما إذا كان يجب عليه الانتباه إليها ، مما يزيد من الحمل الزائد عليه ويقلل من نسبة التعلم ,
يجب أن نلفت الانتباه إلى أن المعلومات التي تزيد من الحمل الزائد قد تتغير لتصبح مهمة مع انتقال المتعلم من المستوى المبتدئ إلى المستوى المتقدم, أي أن المعلومات التي قد تكون مشتتة بالنسبة للمتعلم المبتدئ قد تكون مفيدة في الواقع للمتعلم المتقدم ، في حين أن المعلومات الضرورية للطالب المبتدئ قد تكون بمثابة تضييع للوقت وتشتيت بالنسبة للطالب المتقدم, وبالتالي ، من المهم أن يأخذ المعلم في الاعتبار مستوى الطلاب الفكري وإنشاء مقاطع مرئية تناسب مستواهم للوصول إلى هدف التعلم .
- التجزيئ : من الخطوات المهمة للمحافظة على انتباه الطلاب ورفع مستوى استفادتهم من مقاطع الفيديو هو القيام بتقسيم المقاطع إلى أجزاء صغيرة حسب المعلومات وذلك للسماح لهم بالتفاعل معها , يمكن كذلك إضافة الأسئلة بعد الانتهاء من عرض المقطع وذلك للتأكد من الحضور الذهني للطالب.
- طريقة المطابقة: تتسم هذه الطريقة باستعمال القناة السمعية “اللفظية” والقناة المرئية “المصورة” وذلك لنقل المعلومات الجديدة إلى الطالب ، على سبيل المثال ، إذا قمنا بتصميم فيديو تعليمي يقوم بعرض المعلومات باستخدام الرسوم المتحركة على الشاشة أثناء سردها فإننا بذلك قد استخدمنا القناتين السمعية والمرئية لتوضيح المعلومة وإيصالها للطالب ، على العكس من ذلك ، فإن عرض الرسوم المتحركة مع إظهار النص المطبوع يستخدم فقط القناة المرئية مما يعيق عملية التعلم ويقلل من الفائدة , كذلك من الأمثلة الشائعة هي إظهار “رأس ناطق” في الفيديو وذلك لشرح بعض العمليات المعقدة , إن هذه الطريقة تجعل العرض فقط عبر القناة اللفظية وذلك لأن مشاهدة المتحدث لا تنقل المعلومات الإضافية المطلوبة لاكتمال عملية الفهم عند الطالب ، نستنتج من هذا الكلام أن الطريقة المثلى هي بعرض الرسومات الرمزية للتوضيح ويرافقها اللفظ الصوتي وبهذا نكون قد استخدمنا القناتين لإنتاج فيديو تعليمي متكامل ومفيد .
- التحدث بسرعة نسبية وبحماسة : أظهرت بعض نتائج الدراسات التي قامت على فحص مشاركة الطلاب مع مقاطع الفيديو أن المشاركة كانت تزيد عند زيادة سرعة تحدث الراوي ، فكلما زادت السرعة نسبياً مع زيادة اللهجة الحماسية عند المتحدث زادت مشاركة الطلاب مع هذا المقطع.